أراه محدقا في وجهي عند كل لقاء..
أحسبه يريد أن يأخذ ما تبقى من حياتي ..
أحاول الهرب منه ولكن إلى أين؟؟
فأتسمر في مكاني والدموع تنهمر من عيناي دون حراك..
إلا أنني سرعان ما أتغير..
فأقاومه بابتسامة مني..
وبإدراك تام بأن من يحبني لابد أن يبقى معي رغم كل الظروف التي تصادفه في حياته..
فيرجع خائبا..وتعود إليّ الحياة فتضمني إلى كنفها ونبدأ بتبادل القبل كأن شيئا لم يحدث..
أن هذا الشبح هو الوداع الذي ربما يكون نهاية لبعضا..فيكون بداية لآخرين.. أرادوا لعلاقاتنا أن تنقطع ولصداقاتنا أن تتشتت..بل عاشوا كأي كائن طفيلي يتغذى على فراقنا..ولا يروى إلا من أدمع نسكبها على ورود تفتح في وجناتنا..فبدل أن تحييها تزيدها ذبولا..
الوداع وأي كلمة هي؟
كلمة قليلة الأحرف إلا أنها تخفي العديد من المعاني التي تحمل شظايا الكآبة..ورائحة الزيف..وأشواك الوحدة..
كلمة سكن في عمقها معظم البشر..فلم تزدهم إلا حزنا..
ربما هي كلمة واحدة إلا أنه يصعب على المرء أن يتهاون بها..فبمجرد أن أتذكرها..
أتذكر معها..
العديد من الصديقات اللاتي كن معي منذ نعومة أظافري..
أتذكر مدرستي التي التحقت بها في السابعة من عمري..وعشت فيها أيام طفولتي السعيدة إلى جانب الرفقة الطيبة ومعلماتي اللواتي كنت أعتبر كل واحدة منهن وكأنها أم لي..
أتذكر مدرستي في المرحلة الثانوية .. التي لم أشعر بأنني منفتحة على العالم إلا بعد أن أصبحت إحدى طالباتها..
فكنت أكثر نشاطا وحيوية..بل وأشد قربا لكتبي ومدرساتي وحين أفارقها في الإجازة الأسبوعية أشعر وكأن اليومين كالعامين بل كالقرنين.. وكأن تلك الساعة اللعينة قد منعت عقاربها من الحراك لأتحرق شوقا للقاء ..
أتذكر حفلة تخرجي من الثانوية حين فارقت صديقات مضيت معهن أروع
ثلاث سنين من عمري..حيث مرح الطفولة الذي يمتزج تلقائيا بعدوانية المراهقة وتسرعها..
أتذكر أيضا بدايتي في الجامعة..حين كنت أجهل ما أنا مقبلة عليه..ولم أكن معتادة على الوضع الجديد..
كنت لا أمضي قدما إلا وأنا ممسكة بقوة بكف صديقتي العزيزة..وأشعر بالخوف حين تتركني بمفردي..
أتذكر ذلك اللقاء الذي جمعني بزميلاتي في المرحلة المتوسطة "الإعدادية"..اللاتي أصبحن بعده صديقات..
ربما أطلت في كتابة ما أتذكره إلا أنني رغم الإطالة لم أفي ذكرياتي حقها بالكامل..فهناك العديد العديد من الأشياء التي تخطر ببالي من خلال كلمة "الوداع"..
إلا أنني أحب أن أوضح أن الوداع ليس نهاية العالم
بل ربما يخفي وراءه الكثير من الأشياء التي تزّين أعمارنا بالبهجة والسرور..
فمن يودع مدرسته لابد وأنه سيلتحق بالجامعة ومن يودع الجامعة سيلتحق بالعمل..
ومن يودع صديقا عاشره منذ الطفولة لابد وأن يجد له الكثير من الأصدقاء في مراحل عمره التالية...
إلا من يودع عزيزا إلى الممات فهذا الشيء الذي لا أجد له بديلا في الحياة..رغم كثرة من يهوى القلب ويحترم العقل..إلا أن لكل شخص مقامه ومكانة في القلب تختلف عن الآخر ولو بدرجة.. أو حتى ربع درجة..
وختاما لما بدأت به تقبلوا مني أصدق الدعاء لكم بحياة هانئة سعيدة بقرب أحبتكم..
وابعد الله عنكم الأحزان..وأنالكم مقاصدكم طالما فيها رضا الرب وتحقيقا لمصالحكم..
التوقيع :
ضحكة الأمطار
عرض ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى ضحكة الأمطار
البحث عن المزيد من المشاركات بواسطة ضحكة الأمطار
10 Sep 2007, 04:48 AM رقم المشاركة : 2
منعطف خطير
من كبار شخصيات الشلة
رد: الوداع..آخر حروفي..
--------------------------------------------------------------------------------
ضحكة الامطار ....
رغم مااحسست به من عمق حزن يسكنك ودموع بين اسطركـ الا انني اجزم ان لك من الضحكات نصيب الاسد ان لم يكن اكثر ..
يوم الوداعـ جدا مؤلم ولكن ليس اكثر ايلاما من الحنين الذي يتبعهـ
لمن فارقنا ..
قد لا ينعكس الحزن على ملامحنا تلك اللحظه من هول صدمه اثارتـ كل الاعصاب لدرجة لم نعد قادرين على استيعاب ما حل بنا ..ولكن بعد روية سيكون الاختناق حليفنا ..وسود الليالي نصيبنا ..
ستمر الذكريات كشريط سينمائي نحن ابطاله به من اللقطات ما يجعلنا نبتسم ونحن في قمة تألمنا ...
تمتزج ارواحنا بأرواحهم فتشع لنا حلاوة ومر ما تقاسمناه معا ...
رغم كل ما سيحاصرنا الا ان هناك دواء يدعى ( النسيان)..رب عظيم القاه في نفس كل بني آدم عله يكون له ضماد حتى لاتقف الحياة عند لحظات الوداع وسكب الدموع وصوت الانين ...
الجميع مر بسخرية الاقدار وعانى وكأنه الوحيد في هذه الدنيا ..